رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

طيب.. والدواعش من غير السعوديين؟؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يحتج المنافحون عن التعليم السعودي ـ بحسن نية أو بسوء طوية ـ بأن الدواعش من غير السعوديين أكثر! فهناك ـ حسب آخر الأرقام ـ (17) ألف داعشي من (تونس) وحدها؛ وهي التي تمثل استثناءً في نظام التعليم العربي، منذ استقلالها برئاسة (الحبيب بورقيبة)! وقبل أن تنطلي علينا هذه المماحكة (المنطقية) لا بد أن نتذكر أن تعداد السعوديين في داعش، بلغ ـ حسب الأرقام ذاتها ـ (15) ألف مجنّد، بفارق لا يكاد يذكر، حين نضع في الحسبان أنه يمثل الموجودين في منطقة الصراع فقط، ولا يراعي وكلاءهم خارجها، والمتعاطفين معهم داخل المملكة نفسها! كما أنه لا يشمل من عادوا من هناك تائبين بصدق، أو بتمويهٍ؛ لمخادعة أجهزة الأمن! وعليه فإن تعداد الإرهابيين السعوديين لا بد أن يمثل النسبة الكاسحة إذا أضفنا شراذم (القاعدة) و(الإخوان) التي لم تعترف بداعش (التنظيم)، مع أنها تحمل الفكر نفسه! أما (تونس) فإن أثر إلغاء نظام التعليم (الديني) ـ المترهل منذ قيام المدارس النظامية قبل (8) قرون، على أنقاض النظام العلمي العقلاني (الرشدي) ـ بدأ بالتلاشي قبل أن ينضج، مع انتحار (بورقيبة) سياسيًا بإعلانه نفسه رئيسًا أبديًا لتونس (1976)؛ ليكون خير نموذج لخريجي ذلك التعليم النظامي من السياسيين! وقد قلنا في مقالة بعنوان: (الخريجون الثلاثة منذ (8) قرون): إن المدارس النظامية لا تخرِّج إلا فقيهًا يحرِّم العقل والعلوم الطبيعية، وينتهي درويشًا خالصًا كـ(أبي حامد الغزالي)! أو على النقيض منه متطرفًا يعمد إلى تغيير الواقع السياسي والاجتماعي بالقوة الرعناء، ولا يتورع عن استخدام (الحشيش) والبغايا (السبايا) في تجنيد أعوانه، ويمثله زعيم الحشاشين (الحسن الصباح)! أما الخريج الثالث فهو السياسي الأناني، الذي يكرس التجهيل (النظامي)؛ ليبقى هو (الأعور في ديرة العميان)! وما أكثر نماذجه على امتداد التاريخ الإسلامي شرقًا وغربًا؛ حيث ما يزال المتعلم المثقف هو العدو الأول للأنظمة القمعية العسكرية! ولهذا؛ فإن نكوص (بورقيبة) عن مشروعه الديموقراطي كان كانتكاسة مريض في طور النقاهة! ويعرف الأطباء أنها أخطر مراحل العلاج! وهو ما أدى إلى انحسار أثر مشروعه (التعليمي) في النخبة فقط، ويمثلها الدكتور (راشد الغنوشي)، بمراجعاته (وتراجعاته) التي تؤكد أنه فيلسوف براجماتي حقيقي مهما أثار من جدل!! نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up